Saturday, December 8, 2007

دراسة تضع العمل الليلي في خانة مسببات السرطان

دراسات غريبة أحيانا .. نتائج لا يصدقها عقل أحيانا أخري .. وأمور تضطر لتصديقها حتي تستريح من عناء التفكير فيها .. هذا بالضبط ما ينطبق علي هذه الدراسة التي خرج علينا بها باحثون يعتزمون نشر نتائجها الشهر المقبل ، تشير إلي أن هناك علاقة بين العمل الليلي والإصابة بالسرطان . والشهر المقبل، وفقا لموقع CNN ، ستصنّف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وهي فرع من منظمة الصحة العالمية، العمل الليلي على أنه "مسرطن محتمل". وتقول الوكالة إن العمل الليلي يصنّف في نفس الدرجة التي توجد فيها "مسرطنات" تقليدية معروفة مثل الستريويد والأشعة ما فوق البنفسجية والدخان المنبعث من السيارات. وإذا ثبت صحة النظرية فإنّ الملايين عبر العالم سيكونون مهتمين بها، بما سيغيّر من صورة العمل في الكرة الأرضية. ويقدّر الخبراء عدد العاملين ليلا في الدول النامية بنسبة 20 بالمائة. وفيما يعترف الخبراء بكون الدليل على ذلك سيكون محدودا إلا أنّ كلمة "محتمل" هي التي تضع الملف على طاولة النقاش. وتؤكد الدراسات التي قامت بها الوكالة أنّ عدد الإصابات يرتفع كلما كان الأمر يتعلق بالأشخاص العاملين ليلا، غير أنّه سبب الإصابة يمكن دوما أن يكون أمرا آخر غير العمل. ويقول العلماء إنّ خطورة العمل الليلي تكمن في تأثيره على دقات القلب والساعة البيولوجية، فضلا عن كون هرمون "ميتالونين" الذي يمكن أن يقف أمام نموّ السرطان، يتمّ إنتاجه ليلا. ويمكن للأشخاص الذين يعملون تحت أضواء اصطناعية أن يكون معدل وجود الهرمون لديهم أقلّ من المعدل المطلوب، لأنّ الضوء يقطع نموه، وهو ما قد يزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان ، كما أنّ الحرمان من النوم يمكن أن يكون بدوره عاملا مساعدا على الإصابة لأنّ الأشخاص العالمين ليلا لا يستطيعون الوصول تماما إلى الدورة الاعتيادية بين النوم والاستيقاظ ، كما أنّ قلّة النوم تعرّض النظام المناعي إلى الضعف بما يؤثر في أسلوب مقاومة الخلايا القابلة لأن تكون مسرطنة. والحديث عن أضرار العمل وفوائده لا ينقطع .. كأن الباحثون يثبتون صحة الدراسة ثم يقومون بنفيها فيما بعد .. ولعل السطور القادمة تثبت صحة ذلك .. فقد حذر باحثون كنديون من تضاعف مخاطر إصابة الأشخاص في المرحلة المتوسطة من العمر بنوبة قلبية ثانية عند العودة لوظائف مجهدة، مقارنة بأولئك الذين يعودون إلى وظائف أقل إجهاداً. وأوضح التقرير الذي صدر عن جامعة لافال بإقليم كيبيك، أن الخطر يبقى قائماً حتى بعد الأخذ في الاعتبار دور عوامل أخرى مرتبطة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم والبول السكري والبدانة والتدخين. وأشارت الدراسة إلى أن الإجهاد الوظيفي المزمن الذي حددته بأنه ينطوي على ضغوط نفسية كبيرة وتحكم ضئيل في القرارات التي يتعين اتخاذها ارتبط بزيادة بمقدار المثلين في مخاطر الإصابة بنوبة قلبية ثانية، مشيرة إلى أن المخاطر التي تنطوي عليها الوظائف المجهدة تتعلق باستجابة الجسم التي يمكن أن تؤدى إلى التهاب بجدران الشرايين وتكوين تخثرات وجلطات دموية في وقت لاحق. وخلصت الدراسة إلى أن هذه النتائج تشير إلى أن التدخلات الوقائية التي تهدف إلى الحد من الإجهاد الوظيفي ربما يكون لها تأثير كبير على تكرار حدوث مشاكل القلب. وهذه دراسة أخري تنفي ما سبق .. فقد أثبتت نتائج دراسة حديثة أجراها الباحثون في جمعية أرشيف الطب النفسي العام البريطانية أن العمل الشاق له فوائده حيث يقلل من احتمال الإصابة بمرض الزهايمر وهو خرف الشيخوخة. وأشارت الدراسة التي أجريت على 997 شخصاً على مدى 12 عاماً، إلى أن أولئك الذين يعتمدون على أنفسهم وينخرطون في عمل شاق تقل لديهم احتمال الإصابة بألزهايمر الذي يعتبر مرض العصر ويصاب به الملايين من الأشخاص في العالم وهو يؤدي إلى تأكل خلايا المخ ويصيب بضعف الذاكرة والنسيان. أما زيادة ساعات العمل فتقلل أوقات النوم كما أفادت دراسة أمريكية حديثة بأنه كلما زاد الانسان من الساعات التي يقضيها في العمل قلت ساعات نومه. وشملت الدراسة حوالي 50 الف أمريكي تمت ملاحظة كيفية قضائهم لوقتهم من الساعة الرابعة فجرا حتى الرابعة مساء خلال الفترة من عام 2003 إلى 2005، وتبين أن الاشخاص الذين ينامون لمدة تقل عن اربع ساعات ونصف الساعة ليلا يعملون اوقاتا اضافية تقدر بحوالي 93 دقيقة خلال أيام الاسبوع وما يقارب 118 دقيقة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث اثرت زيادة ساعات العمل على عدد ساعات النوم. واضافت الدراسة أن الاشخاص الذين ينامون لمدة 11 ساعة ونصف الساعة أو اكثر من ذلك يعملون حوالي 143 دقيقة أقل خلال أيام الاسبوع واقل بمعدل 71 دقيقة نهاية الاسبوع. وذكرت الدراسة ايضا أن الاشخاص قليلي النوم يقضون وقتا طويلا في الزيارات الاجتماعية والدراسة والقيام بالاعمال المنزلية، أما أولئك الذين ينامون لساعات طويلة فيقضون ساعات طويلة امام التلفاز. الكآبة والقلق .. نتيجة حتمية للعمل المجهد وذكرت دراسة أخري أن الأعمال التي تتطلب جهداً ذهنياً وبدنياً كبيراً تزيد خطر إصابة البالغين بالكآبة والقلق. وأشارت الدراسة التي شملت 1000 شخص في الثانية والثلاثين، إلى أن 45% من حالات الكآبة والقلق لها علاقة بالمهن التي تتطلب العمل لساعات طويلة أو التقيد بالمواعيد المحددة لإنهاء المهمات المطلوبة، حيث تبين أن 10% من الرجال و 14% من النساء الذين شاركوا في الدراسة عانوا أول حالة كآبة أو قلق خلال تلك الفترة ، كما ظهر أن هذه الحالة تفاقمت عند الذين يتعرضون لضغط العمل أكثر من غيرهم. وأوضحت الدكتورة ماريا ملكوير التي أعدت الدراسة والاختصاصية في علم الأوبئة في معهد التحليل النفسي وكنجز كوليدج في لندن، أن ضغط العمل يسبب أشكالاً من الكآبة عند عمال كانوا يتمتعون قبل ذلك بصحة جيدة، مؤكدة أنه يوجد علاقة بين هرمونات الإجهاد في الدماغ والشعور بالكآبة والتعب وقلة النوم عند البالغين اليافعين الذين تتطلب منهم أعمالهم بذل جهد ذهني وبدني كبير