Wednesday, May 6, 2009

وجود ارتباط بين مرض التوحد وخلل في دماغ الطفل

تظهر دراسة نشرها باحثون اميركيون ان لدى الاطفال الصغار الذين يعانون من مرض التوحد تضخما في احدى مناطق الدماغ مرتبطة بالتعرف الى الوجوه والتعبير عن الانفعالات مثل الخوف. واظهرت تقنية تصوير بالرنين المغنطيسي ان لوزة الدماغ (اميغدالا) المؤلفة من مجموعة خلايا عصبية في الدماغ على شكل لوزة غالبا ما تكون اكبر لدى الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين سنتين واربع والمصابين بمرض التوحد، كما شرح المشرفون على هذه الدراسة المنشورة في مجلة علم النفس الشهرية "اركايف اوف جنرال سايكاتري" والصادرة في الرابع من ايار/مايو. واوضح الطبيب ماثيو موسكوني من جامعة كارولاينا الشمالية واحد المشاركين في هذه الدراسة ان مرض "التوحد هو اضطراب في تطور الخلايا العصبية ويشمل عدة انظمة في الدماغ. واظهرت نتائج التصوير بالرنين المغنطيسي، فضلا عن قياس دائرة الرأس وعمليات تشريح جثث ان تضخما في الدماغ هو احدى سمات مرض التوحد" الذي تظهر بوادره عادة في ختام السنة الاولى من الحياة. واجريت صور بالرنين المغنطيسي لخمسين طفلا يعاني من التوحد ول33 طفلا سليما. اضافة الى ذلك خضع الاطفال الى اختبارات سلوك مرتبطة بمرض التوحد في سن الثانية ومن ثم في سن الرابعة، شملت تقويم مدى انتباههم الى الآخرين وقدرتهم على المبادرة الى التواصل الاجتماعي. و ان "النتائج تشير الى ان نمو كتلة لوزة الدماغ يتسارع قبل العام الثاني للاطفال الذين يعانون من مرض التوحد وتبقى متضخمة اثناء الطفولة". واضاف الباحثون "ان نمو لوزة الدماغ لدى الاطفال المتوحدين البالغين من العمر سنتين لا يتناسب مع نمو دماغهم في هذا العمر وتبقى الحال كذلك في سن الرابعة". ويرى الباحثون ان هذه النتيجة تدفع الى الاعتقاد ان هذا الخلل الذي يصيب بنية الدماغ ربما يكون مرتبطا بالسبب الاساسي لمرض التوحد. واضاف هؤلاء "تلعب لوزة الدماغ دورا اساسيا لتحليل الدماغ لتعابير الوجه لدى الآخرين فضلا عن تنبيه مراكز دماغية اخرى للمعنى العاطفي لحدث ما". ويخلص واضعو هذه الدراسة الى ان "الخلل الذي يصيب لوزة الدماغ في المراحل الاولى من نمو الطفل يؤثر في التفسير السليم لمعنى تعابير الوجه وفي التواصل الاجتماعي".