مع تنامي الأقليات المحتوم لتصبح غالبية ومع تكاثر المسنين، تبدل الولايات صورتها في وقت يجتاز
فيه سكان الكوكب عتبة الستة مليارات نسمة.
فالتعداد السكاني في الولايات المتحدة المقدر ب1،273 مليون نسمة يزيد بصورة منتظمة
منذ العام 1972 بمعدل سنوي يتراوح بين 9،0 % و1،1 % وفق أرقام مكتب الإحصاء الأميركي، غير أن طبيعة تركيبته تتطور وتتبدل وتشيخ.
وما زال الحلم الأميركي يجذب مزيدا من المهاجرين إلى الولايات المتحدة حيث ان كل مقيم تقريبا من
اصل عشرة مولود في بلد اخر، ما يعتبر نسبة قياسية منذ الخمسينات.
هكذا ففي العام 1997 بلغ الأشخاص المولودون خارج الولايات المتحدة 25،8 مليونا
وارتفعت نسبتهم (3،9 %) اكثر من الضعف قياسا بالعام 1970 عندما كانت لا تتعدى 8،4% من التعداد السكاني الإجمالي.
وبرزت النتيجة الأولى لهذه الحركات السكانية في إفراز أقليات متعددة في المجتمع الاميركي.
فبعد أن أحصى مكتب الإحصاء في العام 1860 ثلاث فئات اتنية هي البيض والسود والخلاسيون، أعلن على مشارف العام ألفين نحو عشرين فئة.
ويتوقع أن يشهد القرن الحادي والعشرون غلبة الأقليات
حيث لن تتجاوز أي مجموعة اتنية في العام 2050 نسبة 50 % من التعداد السكاني.
أما في الوقت الحاضر فان البيض لا يزالون يشكلون اكثرية اذ يمثلون 9،71 % من الشعب الأميركي
يتبعهم السود الذين يمثلون 1،12 % وذوو الفصول الأسبانية 5،11 %.
لكن البيض سيشكلون في العام 2050 اقل من نصف سكان الولايات المتحدة.
إلى ذلك فان النفوذ السياسي لهذه الأقليات لا يكف أيضا عن التنامي. فبعد أن كانت غير ممثلة بأي عضو
في الكونغرس في العام 1925 بات لها الآن 60 ممثلا.
كذلك دخل المجتمع الأميركي بشكل محتوم في الشيخوخة وانتقل المعدل الوسطي للعمر من 8،32 سنة في العام 1990 إلى 2،35 في العام 1998 وسجلت فرجينيا الغربية الرقم القياسي وهو 6،38 سنة.
وبين العامين 1990 و1998 زاد معدل المسنين ممن تتجاوز أعمارهم ال85 عاما بنسبة 1،34 %. ويربو عددهم حاليا على أربعة ملايين.
وتأتي النساء في الطليعة إذ يتوقع أن يبلغ معدل الحياة لديهن 3،84 سنة مقابل 7،79 سنة للرجال في العام 2050.
وهن يشكلن 4 من اصل خمسة من المعمرين الذين بلغوا المائة عام بحسب مكتب الإحصاء.
وقرابة نصف (45 %) النساء اللواتي تجاوزن ال65 عاما أصبحن أرامل.
والاتجاه نحو الشيخوخة سيرتفع بسرعة مع وصول جيل "الانفجار السكاني" إلى سن التقاعد.
وهذه الفئة السكانية تنحدر من تفجر الولادات بين 1946 و1964 إذ بلغ عدد المواليد الجدد 8،75 مليونا خلال تلك الحقبة. وقد شكلت شريحتهم 1،76 مليون أميركي في العام 1996 أي أكثر من ربع التعداد السكاني الإجمالي (28 %).