ا يثير ازدياد إقبال الأفارقة على أكل لحم حيوانات الغابة -لا سيما القرود، التي يتم اصطيادها بصورة غير مشروعة- قلق المنظمات التي تعمل على حماية الحيوانات المهددة بالانقراض فحسب؛ وإنما كذلك الأطباء الذين يخشون من انتقال أمراض جديدة منها إلى الإنسان.
ويرجح الأطباء أن يكون الإيدز انتقل إلى الإنسان بهذه الطريقة. فالتحاليل التي أجراها معهد باستور
على قرود شامبانزي في الأسر في الكاميرون أكدت أن هذه القرود تحمل فيروس إيدز قريبا من الفيروس الذي يصيب الإنسان.
إلا أن العلماء يقرون بأن تحديد مصدر اي مرض جديد عملية تحتاج بحثا مطولا مذكرين بأن الأبحاث استمرت اكثر من عشرين سنة لاكتشاف أجزاء من البصمة الوراثية لفيروس أيبولا المسبب للحمى النزفية لدى قوارص صغيرة إفريقية
من قبل باحثين من معاهد باستور وباريس وبانغي في إفريقيا الوسطى.
فالعثور على اثار فيروس ايبولا، الذي كان يشتبه في انتقاله إلى الإنسان
عن طريق تقطيع أجساد الشامبانزي، تم بفضل تقنيات الهندسة الوراثية التي ساهمت في العثور
على آثار الفيروس لدى أنواع عدة من الفئران التي تعيش على أطراف السافانا.
ولكن لا يوجد ما يشير الى ان هذه الثدييات الصغيرة تشكل مستودعات للمرض لأنها ليست سوى ناقل وسيط.
وعليه فإن البحث عن المتهم الحقيقي ليس سوى في بدايته.
وتتخذ المشكلة منحى جديدا مع زيادة حدة الفقر في افريقيا عموما حيث باتت لحوم الحيوانات البرية الاقل سعرا من لحوم
حيوانات الماشية اكثر انتشارا في اسواق القارة، التي لم تكن تشهد سوى إقبال متواضع عليها الى وقت قريب.
ففي غينيا على سبيل المثال، حيث كان السكان المسلمون يرفضون تناول لحم القرود، أصبحت هذه اللحوم مرغوبة من الجميع. ويقول مراقبون في كوناكري معلقين: إن "الغينيين لا يبحثون عما يرضي ذوقهم وإنما عن إرضاء جيوبهم