فادت دراسة نشرتهاها المجلة المتخصصة "نيتشور نوروساينس" أن إصابات في سن مبكرة جدا في القسم الأمامي
من الدماغ يمكن أن تحول الطفل إلى شخص بالغ غير مسؤول ومهمل وجانح.
وقارن باحثون من جامعة ايوا (الولايات المتحدة) بين حالتي شاب وشابة تعرضا لإصابة كبيرة في قشرة الدماغ في مقدم الجبهة أي جزء الدماغ الواقع وراء الجبهة، قبل سن ال16 شهرا.
وتبلغ الفتاة العشرين من عمرها وقد صدمتها سيارة وهي في شهرها الخامس عشر في حين أن الشاب
وهو في الثالثة والعشرين خضع لعملية جراحية في شهره الثالث لإزالة ورم من الدماغ.
وينتمي الشاب والشابة إلى الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة وقد تعافيا جيدا وكان نموهما عاديا بعد ذلك.
لكن في سن المراهقة تبدلت تصرفاتهما بشكل كبير: فراحا يكذبان ويعرقلان الدروس في المدرسة
ويفتعلان المواجهات مع الكبار ويتعرضان كلاميا وجسديا لزملائهم في المدرسة.
اصبح الشاب قذرا ومهملا يأكل أي شيء حتى أغذية لا تزال مجلدة.
وتعذر عليهما احترام أي من قواعد الحياة الاجتماعية وفشلا لاحقا في إيجاد عمل.
تبين أن تصرفاتهما الجنسية أيضا غير مسؤولة وهما يهملان تماما الطفل الذي أنجبه كل منهما.
ومما يثير الدهشة أن أيا منهما لا يشعر بالندم أو الذنب. وهما غير قادرين على وضع مخطط
للمستقبل واصبحا يعتمدان تماما على أهلهما وأجهزة المساعدة الاجتماعية. لكن وظائفهما الفكرية (كتابة قراءة...) لا تزال طبيعية.
ولا يوجد في عائلة كل منهما أي سوابق لأمراض عصبية أو نفسية.
ويحتفظ البالغون الذين يتعرضون لإصابة شبيهة في الدماغ بمفهوم القيم الأخلاقية حتى لو انهم
لا يحترمونها بالضرورة في حياتهم اليومية. في المقابل يفيد الفريق الطبي بقيادة ستيفن اندرسون وانطونيو داماسيوفان
أن الأشخاص الذين تعرضوا
لإصابة كهذه وهم في سن الطفولة يبدو انهم عاجزون عن استيعاب المعايير الاجتماعية العادية.
لكن واضعي الدراسة يشددون على الطابع "التمهيدي" لدراستهم إذ أن هذه الإصابات المبكرة نادرة.
ويأمل معدو الدراسة أنها ستساهم في تحديد حالات أخرى للتوصل إلى فهم افضل للأسباب العصبية التي تؤدي إلى خلل في التصرف الاجتماعي فضلا عن مسبباته البيولوجي