اعلن باحث أمريكي توصله إلى اكتشاف سر قوة الأعاصير التي تحددها درجة حرارة سطح المحيط تحت عين الإعصار.
وقال كيري إيمانويل المتخصص في المناخ في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا في مقال نشرته مجلة "نايتشر" البريطانيةسنة 1999 إن "تغير قوة الأعاصير يتوقف في الغالب على ثلاثة عوامل؛ القوة الأساسية للعاصفة، والدينامية الحرارية للجو الذي تجتازه، والتبادل الحراري مع الطبقة السطحية للمحيط خلال مسارها الطويل تحت مركز العاصفة".
وكان توقع مدى شدة العاصفة أمراً مستحيلاً حتى الآن بالنسبة للعلماء الذين باتوا قادرين على تحديد مسار الإعصار.
وقال الباحث الأمريكي: إن "هذا العدد المحدود من العوامل يجعلنا نأمل، مع القدرة على تحديد مسار
الإعصار، في معرفة مدى قوته بدقة باستخدام نماذج بسيطة".
وأضاف أنه سيصبح من الممكن بعد الآن توقع مسار وقوة الإعصار بالدقة نفسها.
وأوضح إيمانويل أن التوقعات غير الدقيقة حتى الآن لم تكن تأخذ في الحسبان العلاقة بين الجو والمحيط،
وكانت تركز على الجو الذي تجتازه العاصفة.
وبتطبيقه على أعاصير السنوات الماضية ساعد النموذج الذي أعده الباحث الأمريكي على وضع توقع دقيق للتغيرات الطارئة على الرياح خلال مسار الإعصار، يوماً بيوم على مدى أسبوع أو أسبوعين.
والأعاصير هي عواصف مدارية ناجمة عن التبخر الكثيف لمياه المحيط بتأثير حرارة الشمس.
وهي تحمل بالبخار الهواء الساخن الذي يشفطه انخفاض الضغط عند المدار فيرتفع مع الدوران مصحوباً برياح تصل سرعتها إلى 300 كيلومتر في الساعة، قبل أن تخف قوته تدريجياً مع وصوله إلى اليابسة.
ومع تطور القدرة على توقع مسارات الأعاصير منذ حوالي ثلاثين سنة، انخفض عدد ضحاياها بصورة كبيرة في
الولايات المتحدة رغم ارتفاع عدد سكان السواحل بمعدل الضعف.
إلا أن عدم القدرة على توقع قوة الإعصار لا تمكن من حشد ما يتناسب معها من إسعافات الطوارئ، لا سيما بالنسبة للأعاصير التي تتغير قوة رياحها من يوم إلى آخر مثل إعصار أوبال الذي ضرب خليج المكسيك في 1995.
وغالباً ما يتم إجلاء عدد كبير جدا أو قليل جدا من الأشخاص مما يؤدي إلى أعباء مالية كبيرة أو التسبب بكوارث غير متوقعة