تمكن العلماء من جعل بويضة فأرة تنمو لتتحول إلى جنين بالغ دون تخصيبها بحيوان منوي لفأر، حسبما قالت دورية نيتشر للعلوم.
وقد احتوت البويضة على مجموعتين من الكروموزومات خاصة بالأم، بدلا من مجموعة خاصة بالأم وأخرى بالأب كما هو الحال في الجنين المخصب، وهي الظاهرة التي لا تحدث أبدا في الطبيعة عند الثدييات، وتعرف بالتوالد العذري.
ويقول بعض الباحثين إن تلك العملية يمكن تطبيقها على بحوث الخلايا الجذعية، ولكن العلماء الذين نفذوا هذا العمل قالوا إنه لن ينجح بعد في البشر.
وقد تمكن الباحث توموهيرو كونو وزملاؤه من تحييد عمل جين رئيسي في البويضة مما أثر على السمة الوراثية التي تحول دون حدوث التوالد العذري في الثدييات.
وقال د. كونو من جامعة طوكيو للزراعة باليابان لبي بي سي نيوز أونلاين "بإمكان الحشرات التكاثر العذري، حتى الدجاج يمكن جعله يتكاثر بتلك الطريقة. لقد أردت الوقوف على سبب تميز الثدييات".
وقد حقن الفريق المادة الوراثية من بويضة فأر غير ناضجة في بويضة ناضجة بما تحمله من كروموزومات، ثم قاموا بعد ذلك بـ"تنشيط" البويضة المدمجة، بما جعلها تبدأ في النمو كجنين.
ومن خلال تحييد عمل جين أطلق عليه الجين إتش19 في بويضة الفأر غير الناضجة، تمكن الباحثون من زيادة نشاط جين آخر يدعى آي جي إف2، وهو الجين المسؤول عن تخليق بروتين مسؤول عن تنظيم عملية النمو في الأجنة أثناء تطورها.
ويقال أن تلك الجينات تنتقل بشكل خاص عبر السمة الوراثية حيث ينشط بعضها في الحامض النووي الأموي بينما لا تعمل في الحامض النووي الأبوي أو العكس.
وبتلاعب العلماء بالجينات تم إسباغ سمة أكثر أبوية عليها، ونتيجة لذلك وصل جنينان إلى الاكتمال من بين 598 من الأجنة التي لم تكتمل.
ويقول البروفيسور عظيم سوراني الخبير بالسمة الوراثية بجامعة كيمبريدج لبي بي سي نيوز أونلاين إن "كفاءة هذا الأسلوب قليلة، وبالتالي لا يمكن بسهولة استخدامه لأغراض عملية".
وقد استخدم أحد الفأرين للاختبار بينما ترك العلماء الفأر الآخر الذي سمي كاجويا لينمو إلى البلوغ.
.