نجح علماء عراقيون مختصون بزراعة النخيل فيسنة 2004 من الوصول إلى آلية تمكنهم من إكثار النخيل في العراق
لتعويض الخسائر الكبيرة التي لحقت بالبلاد في هذا الجانب خلال سنوات الحروب والحصار الماضية الطويلة.
ويوضح الدكتور عباس مهدي جاسم مدير مركز أبحاث النخيل في جامعة البصرة أن التجارب التي أجروها في هذا الصدد تندرج تحت باب ما يسمى إكثار النخيل بزراعة الأنسجة، مشيرا إلى أن هذه العملية تتم بوسيلتين الأولى تقوم على تشريح فسائل النخيل واستخراج البرعم الطرفي منها حيث يجري تعقيمه في ما بعد وزراعته في وسط زجاجي مجهز بالعناصر الغذائية والهرمونات، وبعد أن تنمو كتل من الخلايا على حواف الأوراق تفصل هذه الخلايا وتزرع في وسط غذائي جديد لإكثارها.
وبعد ذلك يتم تحويل هذه الخلايا إلى أجنة لا جنسية، وفي المرحلة التالية تفصل الأجنة وتزرع بشكل منفرد لغرض إنباتها، ثم تتم عملية أقلمة للنباتات الناتجة عن الأجنة التي تنقل في ما بعد للزراعة في الظروف الطبيعية.
وأما الطريقة الثانية حسب ما أوضح الدكتور جاسم فتسمى طريق التبرعم، ووفقا لهذه الطريقة فإنه يتم تحفيز البرعم المزروع على إنتاج براعم عرضية متعددة وهذه البراعم تستأصل وتزرع في وسط زراعي يحفز استطالتها، وبعد ذلك تنقل لوسط زراعي آخر يحفر تجديرها حيث تنتج نباتات كاملة ويكون عدد النباتات الناتجة بهذه الطريقة أقل عددا من النباتات في الطريقة الأولى.
ويشير إلى أنه كان يوجد في العراق قبل الحروب التي خاضها منذ بداية الثمانينات أكثر من 30 مليون شجرة نخيل بقي منها الآن 13 مليون شجرة، فيما كان يوجد في مدينة البصرة أكثر من 9 ملايين نخلة، ولكن العدد انخفض حاليا إلى 2.7 مليون نخلة، وكان النخل يعد أحد المصادر الأساسية في دعم الاقتصاد العراقي، حيث إنه يوجد في هذا البلد أكثر من 624 نوعا من النخيل.
وحسب العلماء العراقيين فإنهم بحاجة إلى عشر سنوات كحد أدنى لتعويض ما فقده العراق من شجر النخيل الذي دمرت أعداد كبيرة منه خلال الحروب بعد أن جرى تحويل مساحات لمعسكرات للجنود أو ساحات للقتال، وإلحاق معظم زارعي النخيل بصفوف الجيش العراقي.