فى سنة 2004نجح باحثون كوريون جنوبيون للمرة الاولى في العالم في انتاج جنين بشري بالاستنساخ واستخراج خلايا منشأ جنينية منه
مطابقة وراثيا للشخص المستنسخ مما يفتح الباب امام معالجة امراض مثل السكري والسرطان والزهايمر.
ونشر فريق الباحثين تفاصيل انجازه في العدد الاخير من نشرة "ساينس" الخميس على موقعها على الانترنت.
ولم تجر هذه العملية من اجل انتاج طفل مستنسخ بل لاهداف طبية من اجل الحصول على خلايا منشأ متعددة الوظائف وقادرة على انتاج انواع مختلفة من الخلايا المتمايزة التي تؤدي الى تشكل مختلف الانسجة العضوية.
نظريا، يمكن استخدام هذه الخلايا بدون خطر ان يرفضها جسم الشخص الذي يخضع للعلاج لانها تتطابق مع خلاياه وراثيا.
وتم الحصول على هذه الخلايا الجنينية من جنين بشري في المراحل الاولى من نموه عبر ادخال نواة خلية بالغة اخذت من مبيض امرأة، في بويضة نزعت نواتها مسبقا من المرأة نفسها.
وكانت محاولات عديدة لانتاج جنين بشري بالاستنساخ لاغراض طبية او للتكاثر فشلت حتى الآن.
ورأى الخبراء ان التوصل الى طب يجد علاجا "على قياس كل شخص" باستخدام خلايا انتجت انطلاقا من خلية بالغة لمريض من اجل ترميم الانسجة الخاصة بالمرضى ليس قريبا.
الا ان انجاز الفريق الكوري الجنوبي يسمح بالاعتقاد ان "هذه الخلايا تحمل الخارطة الوراثية للفرد لذلك يمكن زرعها بدون رفضها بسبب مناعة الجسم، لمعالجة الامراض التي تسبب تلفا" لهذا الشخص، على حد تعبير البروفسور وو سوك هوانغ من الجامعة الوطنية لسيول التي اجرت الدراسة.
وتابع ان "طرحنا هذا يفتح الباب لاستخدام هذه الخلايا التي يتم انتاجها خصيصا لعمليات الزرع الجراحية".
وكان علماء نجحوا في الحصول على خلايا من هذا النوع بالاستنساخ انطلاقا من الوسيلة نفسها لنقل نواة الخلية.
واكد رئيس تحرير نشرة "ساينس" دونالد كينيدي ان نجاح عملية من هذا النوع في خلايا بشرية يشكل سابقة.
ونسب الباحثون نجاحهم الى استخدام بويضات فتية جدا وسرعة العملية واتباع طريقة جديدة لنزع نواة الخلية بدون الاضرار بالجزيئات المرتبطة بالصبغيات (الكروموزومات).
ونجح العلماء في انتاج مجموعة من الخلايا البشرية جنينية المنشأ بعد ان جمعوا 242 بويضة وخلايا مبيضية من 16 متطوعة. وقد تمكنوا من صنع ثلاثين من كتل الخلايا في مراحل الانقسام الاولى استطاعت عشرون منها فقط انتاج اجنة.
ورأى الباحثون انهم نجحوا في تحقيق هذه النسبة الكبيرة بالفترة القصيرة نسبيا التي تفصل بين نقل نواة الخلية البشرية وبدء تنشيطها موضحين ان مدة ساعتين بين العمليتين مثالية.
ويفترض ان تؤدي هذه العملية الى اثارة الجدل حول الاستنساخ البشري من جديد لاهداف طبية الذي ترغب بعض الدول ومن بينها الولايات المتحدة في منعه وان كانت اغراضه علاجية.
وقال رئيس تحرير "ساينس" ان "الباحثين متفقون الى حد كبير على ان اي محاولة لاستنساخ كائن بشري خطيرة جدا ويجب ان تدان وتمنع"، مؤكدا في الوقت نفسه على اهمية الاستنساخ لاغراض طبية من اجل معالجة بعض الامراض المستعصية اليوم.