يوضح مسألة تصدق برأيه على بلزاك وعلى مبدعين كثيرين آخرين، وهي أن حياة المبدع الخاصة وتجربته في الحياة هي التي تتحدث على لسانه، وتعبر عن نفسها من خلاله، أو إن شئنا الدقة، فإن بلزاك الذي تربى في كنف كاتب عدلي، كانت الأوراق والأقلام هي كل حياته، أو لنقل إنها كانت أسلحته لمقارعة الزمن، لذا كان يكتب مدة 18 ساعة في اليوم
وكان يتحف المطبعة بمجلدات ككتبها في مدة أسبوع، كما أن طفولته المعذبة بعض الشيء أطلت بقرنيها في "الكوميديا البشرية" من خلال الصراع الذي لا يرحم بين الفلاحين والملاك، بين التجار والمستخدمين، وهي أمور كان يسمعها ـ حسب الكتاب ـ من والده الذي كان "ثوريا" على طريقة كتاب الضبط العدلي، وينبه سيبيرويو إلى أهمية استبطان الأسطورة في أعمال بلزاك
ويسعى لإيجاد نوع من الأبوة الأدبية بالتالي له على كبار المهتمين بالميثولوجيا في القرن العشرين مثل ديموزيل وليفي شتراوس.
تم صدر كتاب آخر متزامن مع السابق هو "بلزاك وهوس الكتابة" لنادين ساتيات (منشورات هاشيت)
وفيه تتبع دقيق لحياة بلزاك يوما بيوم، مع توظيف ذكي لقدرات الكاتبة السردية، وتركيز خاص على ثنائية "الأدب والحب" من خلال مغامرة الأديب وراء النسيبة البولونية هانسكا، كما تعرض لعلاقته مع فيكتور هوجو بعناية خاصة، وتوكل لهذا الأخير الحكم على أدب بلزاك، في نعي ألقاه واقفا علي نعشه بطريقته الاحتفالية المعهودة في المآتم.
كما نشر روجيه بيريو كتابا بالمناسبة هو "حواء بلزاك" (منشورات ستوك)، ويقدم فيه مراسلات الأديب مع "الغريبة"
وهو الاسم الذي كانت السيدة هانسكا تراسله به قبل وفاة زوجها، مع عرض نقدي وقراءة متبصرة في أسلوب بلزاك
ومحاولة تحليل وتعليل للمنظومة القيمية والنفسية التي كان يصدر عنها.