حذر علماء من ان ازدياد حمضية المحيطات وارتفاع درجات حرارة المياه بسبب انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون
قد تؤدي الى فناء الشعاب المرجانية في محيطات العالم بحلول نهاية هذا القرن.
وأبلغ الخبراء اجتماعا في لندن يوم الاثنين ان الوتيرة المتوقعة للانبعاثات تعني ان يصل مستوى ثاني اكسيد الكربون
الى 450 جزءا في المليون بحلول 2050 مما يضع الشعاب المرجانية على طريق الانقراض في العقود التالية.
ويمثل اكثر من 20 اختصاصيا في الشعاب المرجانية وخبيرا في التغيرات المناخية يشاركون في الاجتماع جامعات
ومراكز ابحاث حكومية ولجنة بين الحكومات معنية بالتغير المناخي.
وتمتص المحيطات كميات كبيرة من ثاني اكسيد الكربون الناجم عن احراق الوقود الاحفوري.
لكن العلماء يقولون ان المحيطات تزداد حمضية مع امتصاصها المزيد من الكربون مما يعوق
عملية التكلس التي تستخدمها الكائنات البحرية لبناء الاصداف وكذلك الشعاب المرجانية.
ويحث الباحثون في ارجاء العالم الحكومات على ان تأخذ في الاعتبار بشكل أكبر مثل هذه التهديدات التي تتعرض
لها المحيطات في معاهدة جديدة للامم المتحدة حول مكافحة ارتفاع درجات الحرارة على الارض
والتي من المنتظر الاتفاق عليها في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الاول.
وتعتبر الشعاب المرجانية --وهي تركيبات رقيقة تحت البحر تشبه الحدائق الصخرية من صنع
حيوانات دقيقة-- دور حضانة وملاجيء مهمة للاسماك والكائنات البحرية الاخرى.
وهي تحمي ايضا الشواطيء وتوفر مصدرا هاما للغذاء لملايين الاشخاص وتجذب السياح فضلا
عن انها مخزن محتمل لادوية للسرطان وامراض اخرى.
واتفق العلماء على ان الحكومات ينبغي ان تكافح من أجل مستوى لثاني اكسيد الكربون قدره 320
جزءا في المليون وقالوا ان مستوى 360 نقطة هو حد فاصل لبقاء الشعاب المرجانية.
وقالوا انه عند المستوى الحالي لثاني اكسيد الكربون والذي يبلغ 387 جزءا في المليون
فان الشعاب المرجانية في تراجع خطير. وسيكون لهذا اثر مدمر في المستقبل يتهدد النظم البيئية البحرية والساحلية الاخرى.
وتغطي الشعاب المرجانية حوالي 400 ألف كيلومتر مربع من قيعان المحيطات المدارية لكنها تحتاج
الى ضوء شمس متواصل ومياه أكثر دفئا ومستويات عالية من الكربونات كي تزدهر.
واكبر تجمع للشعاب المرجانية هو الحاجز المرجاني العظيم وهو مجموعة تضم 2900 من الشعاب المرجانية
يمتد لمسافة 2100 كيلومتر قبالة الساحل الشمالي الشرقي لاستراليا في متنزه بحري في حجم ألمانيا