كشفت دراسة نشرتها مجلة "ساينس" ان اول هر اليف ظهر في الشرق الاوسط قبل عشرة الاف سنة
وكان صائد فئران ماهرا تقرب من اوائل المزارعين الذين استقروا في هذه المنطقة.
واكد الباحثون ان تحاليل اجريت للحمض الريبي النووي لاجناس مختلفة من الهررة كشفت ان اول هر اليف
ظهر في منطقة الهلال الخصيب الممتدة حاليا من العراق الى فلسطين مرورا بسوريا ولبنان.
واوضح ستيفن اوبراين احد واضعي الدراسة ان الهر البري الذي تحول فيما بعد الى الهر الاليف
ظهر عندما استقر المزارعون الاوائل وبدأوا بتخزين منتوجاتهم من الحبوب ما اجتذب القوارض
وكان هذا الهر اكثر الفة من الحيوانات الاخرى من فصيلته.
وقال اوبراين الباحث في المعهد الوطني الاميركي للسرطان متحدثا لوكالة فرانس برس ان "الهررة معروفة
على انها حيوانات مفترسة مخيفة قاتلة وخطيرة جدا على الانواع الاخرى بما فيها البشر".
وتابع "لكن هذا الهر الصغير اختار طريقا اخر فقرر ان يكون على قدر من الالفة وان يكون صائد فئران ماهرا".
وهذا ما جعل هر الشرق الاوسط هذا على حد قول الباحث يتمتع ب"ميزتين حقيقيتين" بالنسبة لهؤلاء المزارعين.
فهو "ساعدهم اولا على التخلص من الاف القوارض المنتشرة في الجوار مخازن الحبوب ولا شك انه كان ثانيا مصدر لهو وتسلية للعائلات واطفالها".
وقال الباحث ان تلك كانت "بداية اختبار بيولوجي خارق حيث بدل حيوان مفترس ضار وقاتل سلوكه واصبح وديا تجاه البشر".
وحدد واضعو الدراسة ظهور اول زوج من الهررة قبل نحو مئة الف سنة انما بدون توافر ادلة من هذه الحقبة تشير الى تحولهما الى حيوانين أليفين.
واستخدم الباحثون في دراستهم عينات من الحمض الريبي النووي مستخرجة من 979 هرا لتحليل الروابط بين الهر الاليف وخمسة انواع من الهررة البرية من ثلاث قارات من بينها الهر البري المنتشر في الشرق الاوسط.
وعلى ضوء هذه التحاليل استبعد العلماء اربعة اجناس من الهررة البرية كاسلاف للهر الاليف وهي الهررة البرية من اوروبا واسيا الوسطى وجنوب افريقيا والصحراء الصينية
وكالات