فرط الغدة الدرقية يسمى مرض جريفز نسبة إلى الطبيب الايرلندي روبرت جيمنر جريفز وهو يتميز بزيادة إفراز الثيروكسين في مجرى الدم وإذا صاحب الغدة يسمى الجوتر السام، ولا علاقة بين درجة خطورة المرض ومقدار تضخم الغدة فكثيراً ما يكون الجوتر صغير الحجم والمرض شديد الخطورة.
ومن أعراض فرط الدرقية وعلاماته جحوظ العينين (بروزها) وغزارة العرق وشدة اشتهاء الطعام ونقصان الوزن وازدياد سرعة القلب وفرط العصبية وارتعاشات اللسان والأصابع وقابلية الاستثارة وتعالج هذه الحالات بإنقاص إنتاج هرمون الثيروكسين وذلك باستئصال الغدة جزئياً أو بتعريضها للأشعة السينية أو اليود المشع ومع حاجة الغدة الى اليود المعتاد فاليود المشع مهلك لأنسجتها وخلاياها والجوتر البسيط لا تصحبه زيادة في إفراز الدرقية بل نقص هذا الإفراز أحياناً فهو غالباً محاولة من الغدة لتعويض نقص نشاطها بزيادة في حجمها، لإنتاج كمية أكبر من الهورمون، وقد يؤدي التضخم إلى إعاقة التنفس والبلع، وحجم الغدة الدرقية في الجوتر البسيط أكبر كثيراً من حجمها في مرض جريفز.
وأغلب حالات الجوتر البسيط ينشأ من قصور اليود في الطعام وماء الشرب إذ منه تصنع الغدة هورمون الثيروكسين، واليود يكون 65٪ من الثيروكسين، وكمية اليود اللازمة للجسم ضئيلة جداً، ومن مصادره سمك المحيطات، ويستعمل ملح اليود لزيادة كمية اليود في ماء الشرب والتربة والخضروات.
الغدد جنيبات الدرقية: هي أربع غدد صغار اثنتان على كل جنب تنظم مقدار الكالسيوم والفوسفور في الدم، وهي جزء من جهاز الغدد الصم في الجسم، وموضعها قريب من الغدة الدرقية أو ملاصق لها بحيث تقع اثنتان على كل جنب، وتنطمر هذه الغدد في نسيج الغدة الدرقية أحياناً. وإفراز هذه الغدد يسمى باراثورمون وهو هرمون يثبط استعمال كالسيوم الجسم وفوسفوره، فإن المستوى الثابت المتوازن للكالسيوم ضروري لنمو العظام والأسنان ولصلابتها، وضروري لقيام الجهاز العظمي بعمله، وكذلك لعمل العضلات ولتجلط الدم ولانتظام ضربات القلب.
تكون غدد جنيبات الدرقية عرضة لمرضين كبيرين هما فرط الباراثورمون وهبوط الباراثورمون أو ما يعرف بفرط وهبط الدرقية وهما مرضان نادران، وفرط الباراثورمون سببه زيادة نشاط هذه الغدد وفرط إفرازها وكثرة خروج الكالسيوم والفوسفور من الجسم عن طريق الكليتين، ومن أعراضه حصى الكليتين وآلام الظهر والمفاصل وعطش وغثيان وقيء وهشاشة العظام.
وأغلب حالات فرط الباراثورمون الابتدائي يكون من ورم حميد بالغدد جنيبات الدرقية، إما الحالات الثانوية فسببها تضخم هذه الغدد، وقد تصاحب كذلك أمراض الكلى المزمنة والكساح في الأطفال ولين العظام في البالغين ويجب استئصال كل ورم بجنيبات الدرقية، وقد يحتاج الأمر في الأحوال الشديدة إلى استئصال ثلاث منها استئصالاً كاملاً واستئصال جزء من الرابعة. ويتوقف مجرى الأمور وحياة المريض بعد استئصال الورم على مقدار إصابة الكليتين إذ تلتئم العظام وكسورها التئاماً كاملاً رغم كل تشوه قد يلحقها، أما إصابة الكليتين إصابة بالغة فهي ما لا يستطاع الشفاء منه.
ويتسبب هبوط الباراثورمون من عطب يصيب جنيبات الدرقية أو من استئصالها عن غير قصد، وعندئذ يقل مستوى الكالسيوم في الدم ويحدث التكزز وأهم أعراضه تقلص العضلات وبالأخص عضلات أصابع اليدين والقدمين ويعالج هبوط الباراثورمون برفع مقدار الكالسيوم في الدم أما حقناً أو عن طريق الفم وبإعطاء فيتامين «د» أو ما يشبهه من الأدوية.