ثلث النساء اللواتي شخصت إصابتهن بسرطان الثدي يتلقين العلاج من دون أن يكن بحاجة إليه لأن ورمهن لا يهدد حياتهن
على ما ذكرت مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" الجمعة.
وشددت دراسة اجراها خبراء سكندينافيون على المعضلة التي تواجه الاطباء عند تشخيص الاصابة بمرض السرطان ومعالجته.
لكن ليس كل انواع سرطانات الثدي قاتلة.
ففي بعض الحالات ينتشر السرطان ببطء شديد بحيث ان المريضة قد تتوفى جراء اسباب اخرى قبل ان تظهر
عليها اعراض المرض ويمكن ان يبقى كامنا لسنوات طويلة او حتى يتقلص.
وبما ان الاطباء لا يمكلون اي فكرة حول ما اذا كان السرطان قاتلا او غير ذلك فانهم يميلون الى معالجة كل النساء
اللواتي تشخص اصابتهن بورم. بيد ان علاج السرطان الذي يعتمد على تناول ادوية قوية او علاج بالاشعة او الجراحة، يلحق الاذى.
لذا من الضروري معرفة عدد المريضات اللواتي يخضعن لعلاج من دون ان يكن بحاجة اليه خصوصا بالنظر الى الاموال الكثيرة التي تستثمر في اخضاع النساء لصور شعاعية للثدي "ماموغرام".
وجمع كارستن يوغنسن وبيتر غوتشي من "نورديك كوشران سنتر" بيانات من فحوصات ثدي اجريت لنساء في استراليا وبريطانيا وكندا والنروج والسويد.
وقد درسا الميول التي كانت قائمة قبل سبع سنوات من اعتماد هذه الفحوصات وسبع سنوات بعد اعتمادها.
ووجد الباحثان انه عند اعتماد الفحوصات، رصد الاطباء حالات اكثر من الاصابة بسرطان الثدي لكنهم عالجوا عددا اكبر كذلك من النساء لم يكن بحاجة الى علاج.
واعتبرا ان "واحدة من كل ثلاث حالات سرطان ثدي ترصد بين مجموعات تخضع لفحوصات منظمة يبالغ في تشخيص خطورتها".
واعتبر غيلربرت ولش استاذ في معهد دارموث لسياسة الصحة في فرمونت في افتتاحية نشرتها المجلة نفسها ان هذه النتائج تطرح سؤالا اساسيا حول تقييم حالات الوفيات التي يتم تجنبها والاذى الذي تلحقه الفحوصات.
واظهرت دراسة انه يتم تجنب حالة وفاة من كل حالتي اصابة يبالغ في تشخيص خطورتها فيها تضع دراسة اخرى المعادلة اعلى بكثير مع تجنب وفاة واحدة لكل عشرة حالات من العلاج غير الضروري.
ودعا ولش الاوساط الطبية الى وضع جدول احصائي بسيطة لمساعدة النساء على تقييم المخاطر والمنافع من علاج سرطان الثدي.
وقال ولش ان "الماموغرام لا شك يساعد بعض النساء ويلحق الاذى باخرى. لا يتوافر جواب واحد بل هناك خيار شخصي
وكالات".