في تطور علمي استثنائي وللمرة الأولى في التاريخ وفي عملية كانت حتى عهد قريب تعتبر من ضرباً من الخيال العلمي
نجح العلماء في تخليق "سائل منوي بشري" مخبرياً، الأمر الذي يمنح الأمل للرجال الذين يعانون من عدم القدرة على الإنجاب
بأن يصبحوا أباء طبيعيين أو بيولوجيين لأبناء من صلبهم.
وتوصل العلماء إلى تخليق السائل المنوي في أنابيب اختبار باستخدام الخلايا الجذعية أو خلايا المنشأ المستخلصة
من جنين ذكري عمره خمسة أيام، وفقاً للتقرير الذي نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وما من شك في أن هذا التطور العلمي الاستثنائي يثير تساؤلات أخلاقية بشأن مدى سلامة "المنتج"
والتهديد الذي يشكله للدور المستقبلي للرجل أو الذكر بشكل عام.
كذلك شكك خبراء في أن يكون السائل المنوي البشري المنتج مخبرياً مماثلاً للسائل المنوي الأصلي.
وإذا ما تأكدت صحة النتائج لهذا التطور العلمي، فإنه من الناحية النظرية، يستطيع الجنين البشري الواحد
ومن خلال الخلايا الجذعية، أن يوفر مخزوناً لا نهائياً من السائل المنوي، وفي هذه الحالة فإنه لن تكون هناك ضرورة لوجود الرجل.
وخلال مؤتمر لعرض النتائج المخبرية حول هذا الأمر، أثار العلماء في جامعة نيوكاسل وبالتعاون مع معهد شمال شرقي إنجلترا للخلايا الجذعية، بقيادة البروفيسور كريم نايرينا، تساؤلاً حول ما إذا كان اكتشافهم يشكل نهاية "لعهد الرجل."
وأوضح العلماء أن الخلايا الجذعية، التي صنعوا منها السائل المنوي البشري، مستخلصة من جنين ذكر واحد
أي يحتوي على الكروموسوم الذكري Y، لذلك فإن رجلاً واحداً فقط مطلوب لهذه الغاية.
على أنهم أوضحوا أنه مع ذلك فإن القضية تحتاج إلى مزيد من الحوار، وبالتأكيد إلى تشريع قانوني.
وقال البروفيسور كريم: "نظرياً، من الممكن التخلي عن الرجل، ولكن فقط في حال أراد المرء أن يحصل على سكان يتميزون
بالمزايا نفسها، من ناحية الحجم والشكل نفسه (لأنهم سيكونون من أصل واحد).
وشخصياً، لا أتطلع إلى التكاثر البشري باعتباره عملية بيولوجية خالصة، ذلك أنها تتضمن جوانب بشرية
وعاطفية ونفسية واجتماعية وأخلاقية."
وأوضح قائلاً: "إننا نقوم بهذه الأبحاث لمساعدة الرجال الذين يعانون مشاكل في الخصوبة وليس لاستبدال الرجال
وكالات."