توفيت في إنكلترا عن عمر السابعة والتسعين ميلفينا دين وهي آخر الناجيات من حادث غرق سفينة «تايتانيك»
وكانت دين تبلغ من العمر تسعة أسابيع عندما غرقت السفينة العابرة للمحيط في عام 1912.
ولم تكن اليزابيث غلاديس دين أو «ميلفينا» كما يناديها الأصدقاء، بلغت الشهرين عندما وجدت نفسها على سفينة تايتانيك برفقة والديها اللذين قررا الهجرة إلى الولايات المتحدة. وكان والد الطفلة ينوي فتح متجر صغير لبيع التبغ في كنساس.
وولدت ميلفينا دين في الثاني عشر من شباط 1912، وكانت أصغر ركاب السفينة. وفي الرابع عشر من نيسان من العام نفسه، ارتطمت السفينة العملاقة «التي لا يمكن إغراقها» بجبل جليدي. وفي غضون ساعتين وأربعين دقيقة غرقت السفينة التي كانت الأكثر فخامة وتطوراً في حقبتها.
وقضى والد ميلفينا، برترام فرانك في الحادث إلى جانب ألف وخمسمئة راكب وفرد من أفراد الطاقم. غير أن الطفلة نجت مع والدتها جورجيت ايفا وشقيقها برترام.
وقد وضعت ميلفينا في كيس من أجل أن تحتمل مشقة عملية الإنقاذ. وعلى إثر نجاتها، رجعت مع أسرتها إلى ساوثمبتون، في جنوب إنكلترا، وهو المرفأ الذي أبحرت منه السفينة. ولم تعلم ميلفينا سوى في سن الثامنة أنها كانت على متن السفينة.
وميلفينا دين عملت كخبيرة خرائط لحساب الحكومة خلال الحرب العالمية الثانية وبعد ذاك لحساب شركة هندسة.
ولم تظهر في الإعلام إلا عند اكتشاف حطام السفينة في عام 1985، لتصبح محط اهتمام وسائل إعلام عدة.
وفي مقابلة مع محطة «بي بي سي» في عام 2000 قالت دين ممازحة: «أشعر أحياناً أن (الصحفيين) ينظرون إلي وكأني أنا سفينة تايتانيك».
وقبل ثلاثة أعوام، أجبرها كسر في الورك على الإقامة في دار متخصصة في هامبشير.
غير أن السيدة العجوز اضطرت إلى القبول ببيع تذكاراتها لتسديد نفقات العناية الطبية التي توفرها الدار الخاصة. وفي تشرين الأول من عام 2008، حققت دين ما يعادل 40 ألف يورو من عملية بيع أغراض مصدرها السفينة أو تعود إلى تلك الحقبة، في مزاد علني. وكانت دين تخلت عن حقيبة قديمة عمرها نحو قرن، محشوة بثياب قدمها سكان نيويورك لعائلتها عندما وصلت إلى الولايات المتحدة بعد إنقاذها من الغرق.