أشارت أبحاث حديثه إلى أن معظم الأشخاص الذين يضطرون لخلع أسنانهم أو بعض من هذه الأسنان
فإنهم يجدون صعوبة في التكيف للعيش بدون هذه الأسنان لفترة طويلة، بينما لا يتمكن ثلث هؤلاء من التكيف على الإطلاق.
واستناداً إلى البحث، الذي نشرته مجلة طب الأسنان البريطانية، فإن الكثيرين من هؤلاء الأشخاص
يفقدون الثقة بالنفس ولا يتمكنون من أداء نشاطاتهم اليومية بشكل صحيح
هل كان أحد يتوقع مثل هذه النتائج لفريق بحث علمي جاد، ومنشور في واحدة من أهم المجلات الطبية المتخصصة في طب الأسنان
فقد كان الناس يعتقدون بأن لا يوجد أي علاقة نفسية بين خلع الأسنان والحالة النفسية للشخص الذي يخلع ضرسه أو سنه
ولا يعتقد أحد سوى بالألم الذي يصاحب خلع السن أو الضرس
أما أن ينتبه الأشخاص الذين يهتمون بالصحة إلى الحالة النفسية للشخص الذي يفقد سنه فهذا
ما لم يخطر على بال أحداِ من العاملين في حقل المجال الصحي..!
إن فقدان أي جزء من الجسد البشري يسبب بعض الحالة السلبية لدى من يفقد هذا الجزء، لكن ربما يعتقد بعض العاملين في حقل الرعاية الصحية، بأن السن شيء غير ذي بال «من سقط المتاع..!»، أي أنه لا ضرر من فقده فهو ليس كفقد عضو مهم كالعين أوالأطراف أو الكلى أو أي عضو اخر من أعضاء الجسم. الكثيرون ينظرون إلى أن السن قطعة عظم لا شأن لها ولاحول، وأقصى من يمكن فعله هو خلعه ورميه في سلة النفايات.. أما العلاقة النفسية، والتي كما أشرنا فهي بعيدة كل البعد عن الجهات المختصة برعاية وعناية المريض، والتي يجب أن يكون مهمة هذه الجهات الصحية خدمة المريض من جميع النواحي البدنية النفسية والاجتماعية.
كذلك يجد هؤلاء الأفراد صعوبة في تقبل التغيرات التي تطرأ على ملامح وجوههم اثر قلع الأسنان، خاصة النساء.
وهذا مرتبط بمكان السن ومدى تأثيره على شكل الإنسان، فإذا كان خلع السن من مقدمة الفم، فإن تأثير
هذا الأمر السلبي على الشخص يكون اكثر من لو كان ضرساً داخلياً. والآن اصبح هناك اهتمام شديد بالأسنان
وتجميلها بشكل قد يكون مبالغاً فيه، سواء كان من الرجال والنساء، وإن كان النساء اكثر اهتماما بهذا الأمر
وهذا امر طبيعي مفهوم بالنسبة لطبيعة المرأة، وسيكولوجية الجمال لدى المرأة التي تحاول ان تكون اجمل بكل وسيلة ممكنة.
المرأة قد تصاب بالاكتئاب اذا حدث خلع ادى الى تشوه في شكل اسنانها.
وهناك فتيات يعتزلن المجتمع والاختلاط اذا حدث امر قاد الى تشوه اسنانهن، وهذا الأمر قد يعيق الفتاة من امور مهمة جداً
اذ احياناً قد تترك الفتاة الدراسة، حتى ولو كانت متفوقة، وكانت في مراحل متقدمة من الدراسة، مثل المدارس الثانوية او حتى الجامعات.
اعتمد البحث على عينة من الذين قاموا بقلع بعض اسنانهم تتكون من اربعة وتسعين شخصاً. وقام هؤلاء بالإجابة على أسئلة طرحت في استبيان بعد تلقيهم للعلاج في عيادات الأسنان في ثلاثة مستشفيات في لندن. هذه المستشفيات الثلاث هي جايز، سان توماس وكينجز.
وقد شعر ثلاثة ارباع الأشخاص الذين لم يكونوا مستعدين لفقدان احد اسنانهم بالحاجة الى توضيح من طبيب الأسنان كي يساعدهم على التغلب على التأثيرات المحتملة لفقدان السن.
ويقول الباحثون ان شعور خمسة وأربعين في المائة ممن خلعوا اسنانهم بأنهم لم يكونوا مستعدين للتغيير الجديد، ولتأثير فقدان السن على حياتهم، يعني بوضوح ان الناس بشكل عام تعتقدون ان اطباء الأسنان لا يقومون بأداء واجباتهم على اكمل وجه لتوضيح اثار فقدان الأسنان.
يعترف الباحثون ان اطباء الأسنان ربما يقدمون بعض النصائح لمرضاهم، لكن المرضى يشعرون بالقلق الشديد مما يجعلهم غير قادرين على تطبيق هذه النصائح.
ويقترح الباحثون ان افضل استراتيجية هي تقديم المعلومات حول فقدان الأسنان في موعد مع الطبيب يسبق موعد قلع السن.
ويبررون ذلك بالقول ان اعطاء المزيد من الوقت لاستيعاب المعلومات والتأمل في نتائج فقدان السن سوف يساعد المرضى على الاستعداد نفسياً للعملية، بالإضافة الى ان ذلك يعتبر طريقة جيدة للحصول على موافقة المرضى على خلع أسنانهم عن دراية كاملة بالنتائج.
يقول الدكتور نيكلوس موهندرا، وهو طبيب اسنان متخصص في التجميل وإعادة ملامح الوجه الى طبيعتها بعد تركيب طقم أسنان، ان وضع طقم الأسنان يجعل الشخص يبدو مسناً لأنه يقلص من الفجوة بين الأنف والذقن، مما يبالغ في نحافة الشفاه وتجعد البشرة، وهذه كلها ترافق عملية التقدم في السن.