أكدت دراسة تشيكية أن البكتريا المتغلغلة بين الأسنان واللثة المريضة وعدم الاهتمام بنظافة الفم
تؤثر سلبا على أعضاء الجسم الداخلية الرئيسية وخاصة على أداء عمل القلب الأمر الذي يتسبب في تضييق شرايينه.
وأوضحت الدراسة التي أعدها المركز الطبي في العاصمة التشيكية براغ هذا الشهر علاقة أمراض اللثة والأسنان
بالخلل الداخلي للجسم، حيث تستقر البكتريا في الفم بسبب عدم العناية بنظافته
وتقوم باستفزاز الجهاز المناعي عند الإنسان عبر تسرب تلك البكتريا في الدم لتسبب الالتهابات ومن ثم تضيق الشرايين.
وقال الدكتور يرجي أنتونيه أحد المشاركين في الدراسة إن نتائج البحث على المتوفين حديثا نتيجة أمراض القلب المتعددة أظهرت وجود نفس البكتريا التي تقطن الفم والتي تسبب التهاب اللثة في بعض نقاط الدم المتخثرة في القلب والشرايين الضيقة.
وأضاف أنه لدى قياس قوة عمل الشرايين خاصة تلك التي تصل القلب بالدماغ عند الأشخاص الذين لديهم
كميات قليلة من البكتيريا الفمية ولم يصابوا بعد بأية جلطات قلبية تبين أن لديهم بعض الإشكالات
بتلك الشرايين مقارنة بالأشخاص الأصحاء الذين لديهم الحد الأدنى من تلك البكتيريا ولا يعانون من أية إشكالات في اللثة والأسنان.
وأوضح أن هذه الدراسة مكملة لدراسة سبقتها قبل عامين أظهرت علاقة البكتريا الفمية بأمراض المجاري التنفسية وأشارت إلى احتمال تأثير تلك البكتريا أيضا على أداء القلب ومنها انطلق البحث بجدية حول مدى تأثير تلك البكتريا على سائر أعضاء الجسم الداخلية، لتكون النتيجة أنها تنتشر في جميع الجسم.
وقال إنه بينما أشارت الدراسة السابقة إلى انتقال البكتريا من الفم عبر اللعاب، أثبتت الدراسة الحالية انتقال هذه البكتريا إلى القلب والجسم عبر الدم.
وأشار الدكتور أنتونيه المختص بأمراض الفم واللثة إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد نشرت دراسة عام 2006 تبين تأثير أمراض اللثة الخطير على النساء الحوامل خاصة مع الولادة المبكرة أو قلة وزن المولود، وأن أغلب الناس لا يعرفون أن حالة أسنان المرأة الحامل إذا كان سيئة يمكن أن تعسر وضع المرأة بعد الولادة بسبعة أضعاف الوضع الطبيعي.
ونصح الدكتور التشيكي لتجنب هذه الأمراض أن يولي الشخص منذ صغره اهتماما كاملا بنظافة أسنانه والاعتناء بوضع اللثة الصحي عبر تدليكها ومراجعة الطبيب بشكل دوري من أجل الكشف عن أية أمراض لا ترى بالعين المجردة لكنها موجودة وتظهر فقط عند حدوث الالتهابات المتكررة.
المصدر- الجزيرة