قد تبدو ضربة على الرأس في البدء بسيطة في شكلها، فلا ينجم عنها ألم فوري، أو أي أعراض أخرى، إلا أنها من الممكن أن تتسبب لاحقاً بأذى دماغي مهدد للحياة.
العلاج الفوري بعد أي ضربة من هذا النوع يكون أساسيا، لأنه غالبا ما يكون الخلل الناجم عن سبب الورم الحاصل غير قابل للشفاء في أوقات متأخرة.
الدكتور كارميلو غرافاغنينو، مدير مركز الحالات العصبية الحرجة، التابع لكلية الطب في جامعة ديوك، يقول في هذا الشأن: «من الممكن أن يبدو أي شخص تعرض للسقوط أو لحادث سيارة بمظهر طبيعي تماما عقب الحادث مباشرة، إلا أن وضعه قد يتراجع بسرعة وبشكل فجائي».
فمن الممكن أن يبدو المريض طبيعيا إلى أقصى حد، من دون أن يدرك أن هناك نزيفا داخل الدماغ.
ومع ارتفاع الضغط تظهر الأعراض الكلاسيكية لأذية الدماغ الرضية»، وفق غرافاغنينو.
وفي هذه الإصابات نجد أن الدم يحتجز بين الجمجمة والطبقة الصلبة من الجلد بين العظم والدماغ، والتي يطلق عليها المادة الجافية. ومع تدفق جريان الدم من الشريان المتمزق يتجمع السائل، ويخترق المادة الجافية.
وغالبا لا يشعر المرضى بحدوث كسر في الجمجمة، الذي يقع في مثل هذه الحالات عادة فوق الأذن على العظم الصدغي.
وهناك شريان يسير فوق الجمجمة يمكن أن يتعرض للتمزق ويبدأ بالنزيف فوق سطح الدماغ.
وهو أمر ينجم عنه تعرض الدماغ لزيادة في الضغط، ما يؤدي إلى تورمه، حيث لا تتواجد مساحة كافية له ليتحرك داخل تجويف الجمجمة،
ومع استمرار الضغط، يقل الجريان الدموي إلى الدماغ، لتبدأ الأعراض بالظهور لدى المريض. وليس بالضرورة أن تكون الضربة شديدة كي تظهر الأعراض التي يتراوح زمن ظهورها ما بين الدقائق الخمس الأولى من الحادث وحتى ثلاث ساعات بعده.
وهي عبارة عن غثيان، صداع شديد، عينين براقتين، مع تبدل في حجم حدقتي العينين، ونوم مفاجئ.
والحل الوحيد في هذه الحال مراجعة المستشفى خلال الساعات الأولى، حتى لا يصبح الأذى الدماغي دائما،
وغالبا ما يكون الحل جراحيا عبر فتح الجمجمة وإيقاف النزيف.
وينصح الأطباء بعدم الاستهانة بارتداء الخوذة لحماية الرأس قدر الإمكان، والانتباه إلى أي أعراض قد تظهر خلال الساعات الأولى من الحادث، لأنه كلما تمت السيطرة على النزيف باكرا، كانت النتائج أفضل.