اوسلو: أفادت دراسة نرويجية أن عدداً من العلاجات الطبية البديلة، مثل التداوي بالأعشاب والوخز بالإبر قد تقلص قدرة النساء على الإنجاب وتحد من خصوبتهن، خاصة إزاء إمكانية إجراء عمليات تلقيح صناعي ناجحة لهن.
ووفقا لما ذكره موقع CNN،أكدت الدراسة التي شملت قرابة 800 امرأة، بينهن 261 ممن لجأن إلى العلاجات البديلة، أن إمكانية الحمل تتراجع بنسبة 20 في المائة لدى النسوة اللائي استخدمن أنماط العلاج البديل التي يسود الاعتقاد بأنها أقل ضرراً من الأدوية العادية المركبة من مواد كيماوية.
وتناولت الدراسة مجموعة من العلاجات البديلة التقليدية، مثل التداوي بالأعشاب، إلى جانب مجموعة من العلاجات الشائعة والمثيرة للجدل مثل "العلاج الارتكاسي" reflexology و"الوخز بالإبر الصينية" و "العلاج الحركي -العضلي" و"العلاج المثلي - التذكيري".
ويقوم العلاج الارتكاسي على الضغط ضمن نقاط محددة في جسم الإنسان لتوليد نتائج عكسية تجلب الراحة إلى أعضاء أخرى في الجسم، يعتقد أنها مرتبطة بنقاط الضغط بصورة عكسية، فيما يقوم الوخز بالإبر الصينية على غرس إبرة في نقاط معينة من الجسم كوسيلة للشفاء.
أما العلاج الحركي - العضلي فيقوم على اعتقاد فلسفي مفاده أن الأمراض تنتج عن الحركة غير المنتظمة لعضلات جسم الإنسان، فيما يسعى العلاج المثلي - التذكيري إلى تنشيط ذاكرة جهاز المناعة لدى المريض من خلال منحه ، أثناء المرض، جرعات خفيفة من المواد التي يعتقد أنها مسؤولة عن حالته.
وقال الدكتور جاكي بويفين، أحد معدي الدارسة تعليقاً على النتائج: "يميل الأطباء إلى اعتقاد أن العلاجات البديلة لطيفة ولا تترك آثاراً جانبية، لكن هذا الأمر قد لا يكون صحيحاً".
بالمقابل لفت بعض المراقبين إلى أن الدراسة لم تتعرض للتأثير الطبي المباشر لهذه العلاجات على الأمراض التي يزعم أنها قادرة على معالجتها، كما أشاروا إلى أنها لم تقدم أجوبة شافية حول العلاقة السببية بين هذه العلاجات وتراجع معدلات الخصوبة.
كما سجل خبراء الطب البديل من جهتهم اعتراضهم الكبير على نتائج الدراسة، حيث طالب إدزارد أرنست، بروفسور الطب التكميلي بجامعة إكسيتر البريطانية، بضرورة دراسة قدرة السيدات اللواتي يتلقين العلاجات البديلة على الحمل قبل تلقيهن العلاج.
واستدل أرنست على صحة موقفه باستخدام نتائج طبية لمرضى السرطان الذين يخضعون لعلاج بوسائل طبية بديلة، تظهر أن لجوء المرضى لتلك الوسائل جاء بعد استحالة علاجهم بالأدوية العادية، وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الوفيات بينهم.