Tuesday, November 3, 2009

طروادة

مدينة قديمة في آسيا الصغرى.كشفت خرائب طروادة عن آثار عمرها حوالي 5,000 سنة. طرْوادة مدينة قديمة في آسيا الصغرى (تركيا الآن)، ذاعت شهرتها من خلال أساطير الإغريق الأوائل. وتُدعى أيضًا إلْيُوم . وتَرْوي الإلياذة والأوديسة، وهما ملحمتان تُنَسبان إلى الشاعر الإغريقي هوميروس (هومر)، وكذلك الإنيادة ، الملحمة التي كتبها الشاعر الرومانيّ فيرجيل، قصة عن طروادة، قد لا تكون صادقة إلا بشكل محدود. وقد سُمِّيَتْ المدينة باسميها نسبة إلى إلوس ، مؤسسها الأسطوري، وتروس والد إلوس. طروادة الأسطورية. مدينة كبيرة كان يحكمها الملك بريام. ويُروَى أن باريس ابن الملك حُكِّم في منافسة جمال بين المعبودات الإغريقية هيرا وأثينا وأفروديت، فاختار للفوز أفروديت إذ كانت قد وعدته بأن تزوجه أجمل امرأة في العالم. قام باريس، بعد هذه المنافسة، بزيارة منيلاوس، ملك أسبرطة، فوقع في غرام زوجته هيلين، التي كانت قد عُرفت بأنها أجمل امرأة في العالم. فأخذ باريس هيلين معه إلى طروادة، مما أغضب منيلاوس. وأقسم شعب الإغريق، الذين يُسمِّيهم هوميروس الآخيين ، على الانتقام من باريس، ومن شعب طروادة. وهكذا انطلقت حملةٌ، قادها أغاممنون أخو منيلاوس، وضمت إلى جانبه كلاً من أخيليوس (أخيل) وأوديسيوس، (يوليسيس كما في اللاتينية) وكثيرًا من أبطال الإغريق الآخرين. سقوط طروادة اشتهر من خلال الأساطير. وقد اختبأ جنود الإغريق داخل حصان خشبي ضخم، وقام الطرواديون الفضوليون بسحبه إلى داخل المدينة. ثم تسلل الإغريق خارجين من جوف الحصان وهاجموا طروادة. حاصر الإغريق طروادة مدة عشر سنوات إلا أنهم أخفقوا في الاستيلاء على المدينة التي كانت محصَّنة بأسوار حجرية عالية. وأخيرًا أمر أوديسيوس العمّال بصنع حصان خشبي ضخم، اختبأ في داخله عدد من الجنود الإغريق بينما تظاهر بقية الإغريق بالإبحار بعيدًا، تاركين الحصان قائمًا خارج أسوار المدينة. أثار الحصان فضول الطرواديين، فسحبوه إلى داخل المدينة على الرغم من تحذيرات الكاهن الطروادي لاوكون لهم بألا يفعلوا ذلك. وفي تلك الليلة تسلل الجنود الإغريق خارجين من جوف الحصان، وفتحوا بوابات المدينة أمام بقية القوات الإغريقية، لدخول طروادة. وهكذا نفذ الإغريق مذبحةً ذهب ضحيتها شعب طروادة، ونهبوا المدينة وأحرقوها. وقد نجا إينياس، بطل ملحمة الإنيادة لفيرجيل، إلى جانب عدد قليل من الطرواديين، من هذه المذبحة بينما قُتل باريس في هذه الحرب وعادت هيلين إلى منيلاوس. طروادة الحقيقية. فيما عدا هذه الأساطير فإن ما هو معروف عن تاريخ طروادة قليل وعلماء الآثار يعرفون أن طروادة أسِّسَتْ في أوائل العصر البرونزي، الذي ابتدأ في آسيا الصغرى نحو 3000ق.م. وتقوم المدينة على سهل مرتفع بسهل خصيب يقع في شمال غربي تركيا الحالية وكانت قريبة من الطرف الجنوبي للمضيق المعروف الآن باسم الدردنيل، الذي كان يسمى هيليسبونْت . وقد اكتشف علماء الآثار تسع مدن بنيت في موقع طروادة، كانت كل مدينة تالية منها تُبنى على أنقاض المدينة التي سبقتها. كانت كلٌ من طروادة الثانية وطروادة السادسة، بصفة خاصة، مدينتين غنيتين. فقد اشتغل الطرواديون بالزِّراعة وبتربية الأغنام وبإنتاج السلع الصوفية، كما تاجروا مع المسِّينيين الذين كانوا يعيشون في بلاد الإغريق، ومع شعوب أخرى تعيش على امتداد سواحل آسيا الصغرى المطلة على بحر إيجة. ولا يعرف العلماء إلا القليل عن حرب طروادة الحقيقية، إذ وجد علماء الآثار دلائل على أن الإغريق ربما كانوا قد هاجموا طروادة، ودمروها في حملة مماثلة لتلك التي وصفتها الإلياذة. إلا أن سبب تلك الحرب ظلّ غير معروف. ويَعْتَقِدُ علماء اليونان أن طروادة سقطت حوالي العام 1184ق.م، بينما يظنّ كثير من علماء الآثار أن المدينة السابعة التي قامت على موقع طروادة هي المدينة التي كُتِب عنها في الأدب الإغريقي القديم. ويَعْتَقِدُ هؤلاء العلماء أن هذه المدينة قد دُمِّرت نحو عام 1250ق.م. موقع طروادة يضم بقايا تسع مدن متتالية والأسوار الحجرية التي تُرى في الصورة من طروادة السادسة، التي دمرها زلزال حوالي القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وربما تكون هذه طروادة التي ورد ذكرها في الأسطورة القديمة. طروادة الأثرية. كان أول عالم آثار يقوم بدراسة طروادة ألمانيّا يدعى هنريش شليمان، بعد أن لاحظ أشخاص آخرون وجود كومة ركامية صغيرة على بعد ستة كيلومترات من الدردنيل، وقد بدت مناسبة لأن تكون هي الموقع الجغرافي لطروادة كما وصفتها الإلياذة. وكانت كومة الركام هذه تسمى هِسارْليك . وهكذا شرع شْلِيمان، سنة 1870م، بالحفر هناك. فوجد دلائل على وجود عدة مدن بُنيت في هذا الموقع، على امتداد فترة زمنية طويلة، كما اكتشف عند نهاية الحفريات خرائب مدينة قديمة ذات أسوار ضخمة، وبيوتًا مبنيةً بناء حسنًا وكنوزًا مخبأة من ذهب وفضة. واعتقد شْلِيمان، خطأ، أن هذه المدينة، التي سمّاها طروادة الثانية، هي طروادة نفسها التي وصفها هوميروس. وفي تسعينيات القرن التاسع عشر الميلادي، قام عالم الآثار الألماني فِلْهِلم دُوربفِلْد، وكان مساعدًا لشلِيمان من قبل، بإجراء حفريات أخرى في طروادة. وكان هو الباحث الأول الذي تَعَرَّف على وجود تسع مدن كانت تقع في الموقع نفسه. واعتقد دورْبفِلد أن المدينة السادسة منها هي المدينة نفسها التي ورد ذكرها في إلياذة هوميروس. وكانت هذه المدينة، التي أُطلق عليها اسم طروادة السادسة، أكبر من سابقاتها، وكانت محصنةً بأسوار عالية وبيوتها فسيحة ومستطيلة الشكل، وقد تكون قد بنيت حول قصر مركزي. في عام 1932م ابتدأ كارل بلِيجن، وهو عالم أمريكي من جامعة سنسناتي بأوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية ابتدأ حملة بحث جديدة في طروادة. واستمرت دراسته مدة ست سنوات، أكد إثرها النتائج التي كان دُوربفِلد قد توصل إليها، باستثناء أن بليجن اعتقد أن المدينة السابعة هي طروادة الأسطورية. فوفقًا لبليجن، مثّلت طروادة السادسة، مرحلة رئيسية من مراحل تطور المدينة على الرغم من أنها لم تكن طروادة المذكورة في الأساطير الإغريقية. وقد تميزت هذه المرحلة بقدوم مهاجرين إليها شاركوا المسِّينيين في اليونان في كثير من خصائصهم الحضارية. وقد دُمِّرت طروادة السادسة نتيجة زلزال وقع في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. أما المدينة التالية التي يُطلق عليها علماء الآثار اسم طروادة السابعَة، فكانت ذات بيوت غير مُتْقنة ومتزاحمة كما كانت أقلّ ازدهارًا من المدن الطروادية التي سبقتها. وقد نُهبت طروادة السابعة وأحرقت. وعلى الرغم من أن بليجن كان يعتقد بأن طروادة السابعة هي المدينة الأسطورية إلا أن علماء الآثار لم يتمكنوا من إثبات ما إذا كانت هذه المدينة هي المدينة القديمة نفسها. وخلال الفترة من القرن الثاني عشر إلى القرن الثامن قبل الميلاد، لم يعش أحد في موقع طروادة،. بينما قام بعض المستوطنين الإغريق، في نحو القرن الثامن قبل الميلاد، ببناء قرية صغيرة هناك. وبُنِيَتْ آخر مدينة في هذا الموقع، وهي طروادة التاسعة، في القرن الرابع قبل الميلاد، وأطْلقَ عليها الإغريق اسم إليوم وقد استمرت نحوًا من سبعة قرون، وهُجِرت في نحو عام 400م،وظلت غير منبوشة حتى اكتشفها شليمان.