أظهرت دراسة في عدد يونيو حزيران من دورية بيئية ان التغير المناخي ربما يكلف القارة الافريقية أراض زراعية
أكثر مما تستخدمه الولايات المتحدة في زراعة كل محاصيلها الثمانية الرئيسية مجتمعة.
وقالت الدراسة التي نشرتها دورية العلوم والسياسة البيئية
Environmental Science and Policy إن زراعة ما يصل الى مليون كيلومتر مربع (أو نحو 247 مليون فدان) من الارض في افريقيا ربما يتراجع بحلول عام 2050 حيث يتسبب التغير المناخي في جعل المناطق شديدة الحرارة
والجفاف لدرجة لا تصلح لزراعة المحاصيل.
وأظهر باحثون في المعهد الدولي لابحاث الماشية ومقره نيروبي ومؤسسة وين اسوسييتس في المملكة المتحدة
أنه على الرغم من أن الاراضي ربما لا تكون صالحة للزراعة فقد تظل قابلة لتربية الماشية فيها اذ انها أكثر قدرة على تحمل الحرارة والجفاف.
وقال الباحثون ان زيادة انتاج الماشية ربما تساعد على توفير وسيلة تتيح لما بين 20 الى 35 مليون شخص يعيشون
في تلك المناطق البقاء على أراضيهم وتحقيق دخل.
وباستخدام النماذج المناخية قال الباحثون انه اذا ظلت مستويات انبعاثات الكربون مرتفعة حتى 2050 فان عدد أيام
نمو المحاصيل التي يمكن الاعتماد عليها ستقل عن 90 يوما في نحو مليون كيلومتر مربع من الارض القاحلة وشبه القاحلة في افريقيا.
وجاء في الدراسة أن الذرة وهي المحصول الرئيسي الذي يزرع على نطاق واسع في افريقيا لن يكون من الممكن
زراعته "بشكل أساسي" في أقل من 90 يوما.
وحتى الدخن وهو محصول أساسي في افريقيا ويعتبر مقاوما للجفاف سيكون عرضة للخطر في المناطق
غير القادرة على توفير التسعين يوما.
وحددت الدراسة مناطق في افريقيا حيث يمكن لصغار المزارعين تحسين أحوالهم من خلال التحول بدرجة أكبر تجاه تربية الماشية.
ولكن الباحثين قالوا انه ما زال الكثير من المعلومات غير معروف بشأن الاثر المحلي للتغير المناخي
نظرا لان علم المناخ الحالي يتناسب أكثر مع الدراسات الاقليمية.
وأضاف الباحثون ان الاستثمار في تحسين مدى دقة علوم المناخ ربما يساعد الجماعات في تحديد أي المجتمعات
الاكثر عرضة للخطر من ارتفاع حرارة الارض.
ومن الممكن أن يساعد تحديد المناطق المعرضة للخطر الحكومات وجماعات الاغاثة في الحد من احتياج
المزارعين الفقراء للتخلي عن الزراعة من خلال وضع سياسات وجداول عمل تساعد على التخفيف من أثر التغير المناخي.
وتجرى حاليا محادثات عن التغير المناخي في بون بألمانيا بمشاركة مندوبين من 182 دولة. وربما تضع تلك الاجتماعات الاطار اللازم للتوصل الى اتفاق دولي للتغير المناخي يجري بحثه في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الاول
وكالات