أظهرت دراسة نشرت في دورية نيو إنغلاند الطبية أن الأمريكيين من أصول إفريقية
يصابون بقصور في عمل القلب أكثر بنحو 20 مرة من نظرائهم البيض.
وبينت الدراسة أن السود في الأعمار بين 30 و 40 عاماً يعانون من أمراض في القلب
بنفس النسب التي يعاني منها البيض في الأعمار بين 50 و 60 عاماً.
ولاحظ فريق البحث أن خطر الإصابة بأمراض القلب لدى هؤلاء كان متواجداً لديهم في عمر 20 عاماً مما يعني زيادة احتمالية الإصابة بعد 20 عاماً.
والتفسير الأولي لارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب لدى الأفارقة الأمريكيين هو "الزيادة المرتفعة في ضغط الدوم لدى هؤلاء مقارنة بغيرهم من الأمريكيين" وفقاً لما ذكره الدكتور كلايدي يانسي من جمعية القلب الأمريكية.
ويرجع يانسي الزيادة في ضغط الدم لدى السود إلى عوامل وراثية بالإضافة إلى البيئة
كما أن الزيادة في الوزن والمنتشرة بين السود خاصة النساء منهم تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مما يسبب مشكلة في عمل القلب.
والدراسة استمرت 25 عاماً وقامت بها "مؤسسة مخاطر الشريان التاجي لدى الشباب" تحت رعاية المؤسسة الوطنية للقلب والرئة والدم، و مؤسسة روبرت وود جونسون.
ورغم ن أن هذا النوع من الأمراض يصيب غالباً كبار السن، إلا أن المشاركين
في هذه الدراسة تراوحت أعمارهن بين 30 و 40 عاماً، ويقول يانسي إن "الإصابة بمرض في القلب
في عمر الـ30 يعني أن أشياء كثيرة في حياة الشخص ستتغير، فحتى لو توقعنا لذلك الشخص أن يعيش عشر سنوات بعد التشخيص بالإصابة فهذا يعني أنه قد يموت بعمر 40 عاماً."
ويضيف أن "الظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء قد تؤدي إلى موتهم بشكل أسرع
مما هو متوقع" ويضيف "يجب علينا منع تطور القصور في عمل القلب
وأفضل طريقة لذلك هو عدم السماح له بالحصول أصلاً.
ويرى الأطباء أن هذه الدراسة تعطي ضوءاً أحمراً على خطورة الوضع الصحي لدى الأفارقة الأمريكيين
ويرون ضرورة خضوع هؤلاء لفحوصات قلب مستمرة، والانتباه بشكل كبير لضغط الدوم لديهم
ويجب الانتباه لهم على الرغم من صعوبة هذه المهمة في ظل عدم وجود تامين صحي لجميع هؤلاء.
وفي حال تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم
يوصي الأطباء بنمط جديد من الحياة لهؤلاء يتضمن القيام بمزيد من التمارين الرياضية، والتحكم في الوزن
والتقليل من أكل الطعام المالح، وإذا ما أخفقت هذه الوسائل يتم اللجوء بعد ذلك للأدوية.