قالت دراسة أميركية إن مستوى النشاط البدني لمجموعة كبيرة من الأطفال الأميركيين انخفض بشكل حاد بين سن تسع سنوات و15 سنة، حيث أخفق معظمهم في القيام بالحد الأدنى من النشاط البدني, وفقاً لبيان من معاهد الصحة القومية تلقت الجزيرة نت نسخة منه.
وقام الباحثون بتقييم أداء الأطفال للتثبت مما إذا كانوا يقومون بنشاط بدني لمدة ستين دقيقة يومياً كحد أدنى (كالمشي السريع والرقص والسباحة وقيادة الدراجات على أرض مستوية) والنشاط القوي (كالركض والرقص المسبب لزيادة تنفس الهواء، وسباحة المسافات الطويلة، وصعود التلال بالدراجات).
واكتشف الباحثون أن متوسط نشاط الأطفال البدني في سن التاسعة حوالي ثلاث ساعات يومياً طيلة الأسبوع. لكن ينخفض هذا المعدل في سن 15 عاماً، إلى 49 دقيقة يومياً طيلة أيام الأسبوع، و35 دقيقة لأيام نهاية الأسبوع.
ويتسبب هذا التراجع في النشاط البدني في زيادة مخاطر البدانة ونتائجها من حيث المشاكل الصحية في فترات لاحقة من الحياة.
واعتمد تحليل الدراسة على بيانات تتوفر لدى المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، كجزء من مشروع مسحي طويل الأمد، شمل ألف طفل من مختلف الخلفيات العرقية والاقتصادية والاجتماعية. وقد جمع المشروع المسحي بيانات عن مختلف جوانب صحة الأطفال ونموهم.
وابتداء من سن التاسعة، قام الباحثون بتسجيل مستويات نشاط حوالي ثمانمائة طفل لمدة تتراوح بين أربعة إلى سبعة أيام، باستخدام جهاز قياس الحركة (أكسيليروميتر)، الذي ارتداه الأطفال مثبتاً على حزام. ثم تابع الباحثون الأطفال في سن 11 و12 و15 عاماً.
نشاط الأولاد والبنات
وبينت الأبحاث أنه في سن تسعة أعوام و11 عاماً، حقق أكثر من 90% من الأطفال مستوى النشاط المطلوب، أي ستين دقيقة يومياً. ولدى بلوغهم سن 15 عاماً، 31% فقط منهم حققوا المستوى المطلوب في أيام الأسبوع، و17% حققوا ذلك المستوى في عطلة نهاية الأسبوع.
ويقدر الباحثون أن فترات نشاط الأطفال البدني انخفضت بحوالي أربعين دقيقة يومياً لكل سنة حتى بلوغهم سن 15 عاماً، حيث أخفق معظمهم في تحقيق مستوى النشاط المطلوب.
وفي المتوسط كان الأولاد أكثر نشاطاً من الفتيات، حيث يزيد نشاطهم البدني عنهن بنحو 18 دقيقة يومياً في أيام الأسبوع، و13 دقيقة يومياً في أيام نهاية الأسبوع.
ويقدر الباحثون بداية انخفاض نشاط الفتيات عن المستوى المطلوب عند سن 13.1 عاماًً بالنسبة لأيام الأسبوع، بينما يحدث ذلك للأولاد في سن 14.7 عاماً.
أما بالنسبة لأيام عطلة نهاية الأسبوع، فيبدأ انخفاض نشاط الفتيات عن المستوى المطلوب في سن 12.6 عاماً والأولاد في سن 13.4 عاماً
وحذر الباحثون من عواقب تراجع النشاط البدني للأطفال في المراحل اللاحقة من حياتهم كراشدين, داعين إلى بذل مزيد من الجهود على كافة المستويات الأسرية والمجتمعية والمدرسية والحكومية للتصدي لهذه المشكلة.
وتعتبر الدراسة التي موّلها المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية الأكثر شمولاً حتى الآن. وأجرى الدراسة فريق بحث بجامعة كاليفورنيا سان دييغو، بقيادة البروفيسور فيليب نادر، أستاذ طب الأطفال، ونشرت بالعدد الأخير من دورية الجمعية الطبية الأميركية.