أطلقت شركة غوغل عملاق محركات البحث على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) موقعا جديدا يوفر خدمة النشر المعرفي تسمى "نول"، اختصارا لكلمة (knowledge) أي المعرفة، حسب ما جاء في بيان غوغل على مدونتها الرسمية.
وأعلنت غوغل أن خدمة "نول" مفتوحة للجميع، وأنها تتوقع أن تتلقى مقالات متعددة في نفس القضية والموضوع، وهذا بحد ذاته جيد لأنه يضفى غنى وتعددا في وجهات النظر، انطلاقا من كون هذه الوحدات المعرفية أو الـ"نولات" -إن جاز التعبير- مقالات جامعة في قضايا معينة أو موضوعات محددة، يكتبها أشخاص على اطلاع واسع عليها.
يشبه هذا الموقع إلى حد كبير موقع الموسوعة المجانية المفتوحة "ويكيبيديا"، من حيث إن أي شخص يستطيع أن يكتب مقالا حول أي شيء تقريبا مع فارق هام، وهو أن مشروع غوغل ملتزم بالحفاظ على الملكية الفكرية لمؤلفي المقالات المنشورة.
عوائد إعلانية
هذا بدوره يؤدي إلى وجود اختلافين أساسيين بين مشروع غوغل وموسوعة ويكيبيديا، أولهما أن للمؤلفين حق اختيار "تعاون محدود أو مقيد" فيما يخص أعمالهم، ما يتيح لهم فرصة النظر في التعديلات المقترحة على مقالاتهم، فيقبلونها أو يرفضونها أو يعدلونها قبل ظهورها للجمهور.
كذلك تتيح غوغل قدرا كبيرا من التفاعل بين جمهور القراء والمؤلفين وبوسائل متعددة، فالقراء يستطيعون تقديم تعليقات أو تقديرات أو كتابة مراجعات لكل مقال.
من ناحية أخرى وبناء على اختيار أو قرار المؤلف يمكن للمقال أن يضم إعلانات من برنامج غوغل المعروف باسم "آدسِنس" AdSense. وإذا ما اختار مؤلف أن يضم مقاله إعلانات فستقوم غوغل بتقديم نصيب من عوائد الإعلانات التي تظهر مع المقال للكاتب.
كذلك ذكر بيان غوغل أن الشركة عقدت اتفاقا مع مجلة "ذا نيويوركر"، بحيث يسمح ذلك لمؤلفي المقالات أن يضيفوا رسما كاريكاتوريا واحدا لكل مقال من المخزون الكاريكاتوري الضخم لهذه المجلة.
آفاق المستقبل
بيد أن بعض المراقبين يخشى من أن هذه الطريقة أو المنظومة في ترتيب عمل "نول" ستدفع المؤلفين إلى الاهتمام أكثر بالموضوعات ذات الشعبية العالية التي يقبل عليها القراء أكثر من غيرها، وتدر عوائد إعلانية أعلى.
بيد أن البعض الآخر يرى في هذه الناحية فرصة إيجابية للتشجيع على كتابة المقالات المتميزة حول مواضيع مهملة بدلا من التركيز على المقالات الرائجة شعبيا، فضلا عن أن المقالات المنشورة ستحظى بالظهور في قائمة نتائج البحث وبالتالي تحقق عوائد مالية أفضل لفترة أطول من الوقت