بينما كانت هاني فان آركل تقلّب صوراً للمجرات والكوكب على شبكة الإنترنت، شاهدت في صورة جسماً غريباً في السماء، لامعاً وغازياً، يحوي فجوة في وسطه، وتحولت مشاهدتها لاحقاً إلى اكتشاف.
ونقل موقع «سي أن أن» الالكتروني عن آركل، التي تعمل معلمة وليست متخصصة بعلوم الفضاء، قولها: «بدا الأمر غريباً، لكنني لم أكن متأكدة». فما كان أمامها إلا أن بعثت بالصورة إلى موقع إلكتروني متخصص بعلوم الفضاء والمجرات، وهناك كانت المفاجأة. فقد تحولت ملاحظة آركل حول الصورة إلى اكتشاف مذهل، حيّر علماء الفضاء الذين أطلقوا على الجسم الغريب والغامض اسم «الشبح الكوني»، وأخذوا يحاولون فك أسراره.
ويوضح البروفسور بيل كيل، من جامعة ألاباما في الولايات المتحدة، ان «اكتشاف هذه الفتاة مذهل، ويعطي مثالاً على تأثير الإنترنت في عالم العلوم. إذ أثبتت (الفتاة) أنك يمكن أن تحقق بعض الإنجازات وأنت جالس في كرسيك وتراقب السماء».
أما ستيف ماران، الناطق باسم الاتحاد الأميركي لعلوم الفلك، فأشار إلى ان «الهواة، مثل آركل، بدأوا يساهمون في شكل كبير في الاكتشافات العلمية، بسبب تطور التكنولوجيا، وهو أمر لم يكن ليحدث قبل سنوات قليلة». وأحد الأمثلة الناجحة على مساهمة الهواة، هو مشروع «غالاكسي زو» أو «حديقة حيوانات المجرة،» الذي أطلقه كل من كيفن شواينسكي، وزميله كريس لينتوت، من جامعة أكسفورد في بريطانيا.
وساعد هذا المشروع على تصنيف نحو مليون صورة للمجرة وأرشفتها، ووضعها على الإنترنت، بحيث يستطيع الهواة التفاعل معها والاستفادة منها