اظهرت دراسة ان مرض تصلب الشرايين لا يقتصر فقط على المجتمعات العصرية
اذ ان المصريين الاغنياء في زمن الفراعنة اصيبوا به، وفق ما بينت نتائج فحوصات لمومياوات.
والمعروف ان العوامل الاساسية التي تؤدي الى الاصابة بهذا المرض ترتبط بالغذاء الغني بالدهون
وعدم القيام بتمارين رياضية اضافة الى التدخين.
واثار فضول طبيب القلب توماس واطباء اميركيين ومصريين آخرين انتشار مرض تصلب الشرايين في مصر القديمة وتسببه في وفاة الفرعون منربتاح "1213 الى 1203 قبل عصرنا" عن عمر يناهز الستين، الامر الذي دفعهم الى التأكد من الامر.
وقد اختيرت عشرون مومياء من "متحف العصور المصرية القديمة في القاهرة" نتيجة تعاون بين علماء مصريين
ومتخصصين في التحنيط، من اجل اخضاعها الى عملية مسح طبقي مقطعي.
وأثناء هذه العملية تم التركيز بشكل خاص على جهاز الاوعية القلبية.
واكتشف الباحثون ان تسع مومياوات من اصل 16 اظهرت اثارا لمادة كلسية على الشريان التاجي بعد التحنيط.
واشار واضعو الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية الاميركية "جورنال اوف ذي اميركان ميديكال اسوسيايشن" "جاما" في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، انه بالامكان معاينة التكلس داخل الشرايين او في الاماكن حيث يفترض ان تتواجد شرايين في قلب المومياوات.
وظهرت مؤشرات على التكلس في شرايين نحو ستة من المومياوات.
واستنادا الى تحليل الهيكل العظمي تمكن الباحثون من تقدير سن وفاة هذه المومياوات التي كانت موضع الدراسة
اضافة الى اسماء اصحابها والمهن التي كانوا يقومون بها.
وتبين ان اصحاب سبع الى ثماني من المومياوات الذين فارقوا الحياة بعد تجاوزهم سن الخامسة والاربعين، عانوا من تكلس في الشرايين ومن مرض تصلب الشرايين.
اما اولئك الذين وافتهم المنية في سن يقل عن 45 عاما فان نسبة اثنين من ثمانية منهم عانوا من تكلس في الشريان التاجي.
واظهر المسح بالاشعة ان مرض تصلب الشرايين طال الرجال كما النساء.
أما المومياوات التي تمكن العلماء من كشف هوية اصحابها، فتبين انها تنتمي جميعها الى طبقة اجتماعية واقتصادية رفيعة وكانت تعمل بشكل عام في قصر الفرعون.
ولم يتمكن العلماء من تحديد نوع الغذاء في ذلك العصر الا ان استهلاك لحوم الماشية والبط والاوز كان شائعا، وفق ما اشار واضعو الدراسة.
وايضا انه على الرغم من عدم تأكدنا من ان مرض تصلب الشرايين تسبب بموت احد هذه المومياوات، الا انه يمكننا الجزم بان عددا كبيرا منهم كانوا مصابين بهذا المرض
وكالات