قال رائد فضاء كندي على متن المحطة الفضائية الدولية ان القمم الجليدية على سطح الأرض
يبدو أنها ذابت قليلا مقارنة بالمرة السابقة التي شاهدها فيها من الفضاء قبل 12 عاما.
وأضاف بوب ثيرسك ـ الذي قضى شهرين من إقامة مزمعة مدتها ستة اشهر على متن المحطة
انه غالبا ما يشعر بالرهبة عندما ينظر من النافذة خصوصا إلى طبقة الغلاف الجوي التي تحيط بكوكب الأرض.
وقال ثيرسك في مؤتمر صحفي "هناك ستار رقيق للغاية من الغلاف الجوي حول الأرض يجعلنا نستمر على قيد الحياة... معظم الوقت عندما أنظر من النافذة أشعر بالرهبة. لكن هناك أيضا بعض آثار التدمير البشري للأرض".
وتابع قائلا "ربما يكون ذلك مجرد تصور لكن أحسّ بأن الأنهار الجليدية تذوب وان الجليد الذي يغطي الجبال أقل مما كان قبل 12 عاما عندما شاهدته في المرة السابقة... هذا يشعرني بالحزن قليلا."
ويشهد كوكب الأرض تغييرات مناخية عديدة خصوصا الاحتباس الحراري الذي يهدّد بقلب الموازين الطبيعية للحياة البشرية، حيث وصف نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور تأثير الظاهرة بأن "كوكب الأرض مصاب بالحمّى".
ووجد العلماء ان القرن الحالي سيشهد ارتفاع مياه البحار بما بين 7 و82 سنتمترا، مع الأخذ في الاعتبار مختلف مصادر المياه التي ستصب فيها، على اساس ارتفاع درجات حرارة الأرض بما بين 1،1 و4،6 درجات مئوية. وهي الزيادة التي توقعها فريق العلماء الدوليين.
وحسب تقرير صدر عن منظمات تعنى بالحفاظ على البيئة فإن كوكب الأرض مهدد بانهيار بيئي، ويرى التقرير أن الاستنزاف الذي تتعرض له موارد الأرض الطبيعية، قد تجاوز إمكانياتها بما يقارب الثلث، وقد اشترك في إعداد التقرير الذي يحمل عنوان "تقرير الأرض"، ثلاث منظمات هي صندوق الطبيعة العالمي، وجمعية دراسة الحيوان بلندن، والشبكة العالمية لآثار التلوث.
ويقول التقرير إن أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم يقطنون في بلدان حيث الاستهلاك يتجاوز قدرات التجدد والتعويض الطبيعية، وهذا ما يعني أنهم "مدينون بيئيون"، وأنهم يقترضون ويتجاوزون الرصيد المسموح به، فيما يتعلق بالأراضي الصالحة للزراعة والغابات والبحار وموارد بلدان أخرى.
ويخلص التقرير إلى أن الاستهلاك المستهتر "للرأسمال الطبيعي"، يهدد مصير العالم ورخائه، بما يسبّبه ذلك من آثار اقتصادية من بينها ارتفاع أسعار المواد الغذائية والماء والطاقة.
وتتربع الولايات المتحدة والصين على رأس البلدان الأكثر استنزافا لموارد الأرض إذ تقدر نسبة آثارهما البيئية بـ40 في المائة، ويظهر التقرير أن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة توجدان على رأس قائمة الدول الأكثر تلويثا من حيث الأشخاص، بينما تقع المالاوي وأفغانستان في أسفل القائمة.