حذر خبراء فنلنديون في مجال الأشعة من التساهل أو التقليل من المخاطر الناجمة عن الإشعاعات الصادرة عن الهواتف المحمولة.
فقد توصلت دراسة أجراها هؤلاء الخبراء إلى نتائج غير مبشرة لمستخدمي الهواتف المحمولة
إذ تم اكتشاف أضرار يسببها المحمول عبر التعرف على التغيرات البيولوجية التي تحدثها إشعاعات الهاتف في أداء خلايا الجسم.
وقال دريوز ليسينسكي خبير الأشعة وأحد المعنيين بهذه الدراسة إن الإشعاعات الصادرة عن المحمول
تؤثر بشكل أو بآخر على نظام البروتين (فامنتين) الموجود في خلايا جسم الإنسان مما يعرض هذه الخلايا لتغيير طريقة عملها وفاعليتها.
وأضاف ليسينسكي لشبكة التلفزيون والإذاعة النرويجية (أناركو) أن إشعاعات الهاتف المحمول يمكن أن تغير من وظيفة الخلايا، وهو ما يؤدي إلى تعطيل أو إحداث توترات كيميائية في هيكل الخلية مما يساهم في احتمال الإصابة بأورام سرطانية وبخاصة في منطقة الدماغ.
وأوضحت أناركو أنه سبق أن اكتشف في عام 2002 أن الإشعاعات الصادرة من الأجهزة الخلوية تؤثر بشكل مباشر على بروتين "أكتين" وهو أحد الأجزاء الرئيسية للخلية وهيكلها.
يذكر أن دراسات عدة أثبتت عددا من الآثار الجانبية التي تتركها الأشعة والذبذبات الصوتية الصادرة من الأجهزة الخلوية على الإنسان، في حين أثبتت دراسات وأبحاث أخرى عكس ما توصلت إليه الدراسات السابقة
كما حدث في دراسة ألمانية في العام الفائت تؤكد أن استخدام الجهاز النقال آمن ويخلو من أي ضرر.
واعتبر البروفيسور غونار فلاتفول خبير علم السرطان في المستشفى الوطني بأوسلو أن التباين في نتائج الدراسات منطقي ومعقول، وأضاف في حديث له مع الجزيرة نت أنه في الغالب ما تقوم الدراسة على شريحة معينة من الناس قد تختلف ظروفها والبيئة المحيطة بها عن الشريحة الأخرى التي أجرى عليها خبراء آخرون دراسة أخرى، وبالتالي فإن نتائج الدراسة تختلف تبعا لهذا الاختلاف.
واقترح البروفيسور فلاتفول أن تقوم جهة دولية بعمل دراسة شاملة عن الآثار الناجمة عن الإشعاعات ومحطات التقوية المعدة لها، وذلك عبر توفير أجواء مشابهة لشرائح عدة من الناس في عدد من الدول وبإشراف خبراء في مجال الإشعاعات والعلوم السرطانية، مؤكداً أن مثل ذلك يمكن أن يؤدي إلى نتائج أكثر دقة ومصداقية.